الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة لطفي الرويسي يتحدّث عن "تجاهل" الافريقي لأبنائه وغزو" البراينية"..ويوجّه ارساليات الى سليم الرياحي ومنتصر الوحيشي

نشر في  28 أوت 2014  (10:04)

ضيفنا اليوم هو اللّاعب الدولي السابق وأحد نجوم «ملحمة» الرّباعية الخالدة في النادي الافريقي ونعني به لطفي الرويسي الحائز على الدّرجة الثالثة في التدريب قبل عديد الأسماء التي خدمها الحظ وأشياء أخرى لتحتلّ المشهد الأوّل في عالم التدريب و«الكوتشينغ».. لطفي أو «الكابتن» كما يناديه زملاء الأمس وأحبّاء نادي باب الجديد تحدّث لـ «أخبار الجمهورية» عن النادي الافريقي بغصّة في القلب وكشف عدّة حقائق قال إنّها أعاقته عن إحتلال المكان الذي يليق به في عالم التدريب، فكان هذا الحوار:

لطفي الرويسي أحد نجوم الزّمن الجميل في النادي الإفريقي، أصبح مجرّد «فرايجي» داخل القلعة الحمراء، لماذا؟

نعم مثل هذا السؤال عادة ما يخالجني ويقلقني في الآن ذاته خاصة وأنّي لم أجد له الإجابة المقنعة والشافية.. وهو ما جعلني أكتفي بخدمة الإفريقي عن بعد رغم أنّي كنت أتمنّى أن أكون في قلب الأحداث..

دعنا من هذه الأجوبة الدّيبلوماسية و«هات الصحيح»؟

أصارحكم القول إنّني إكتشفت بصفة متأخرة أن ميدان التدريب في تونس لا يغضع للكفاءة والشهائد فقط، بل هناك علاقات و«أكتاف» وهذا «لينا وهذا خاطينا»..
لكن مادمت لا أحسن طرق الأبواب واستجداء المسؤولين وجدت نفسي مضطرّا للبقاء بعيدا عن الإفريقي وفي القلب غصّة على غرار بقيّة الكفاءات من أبناء النادي مثل كمال الشبلي وغيره..

وما سبب هذه الغصّة؟

كيف لا أتألّم وأنا أشاهد نواد مثل الترجي والصفاقسي والنجم تشجع أبناءها وتفتح لهم أبواب التدريب وتساعدهم على شقّ طريقهم بكلّ ثبات، عكس النادي الافريقي الذي لا يعترف بأبنائه ويبجّل عليهم الغير..

وكأنّك تلمّح إلى وجود ماهر السديري كمدرّب مساعد قبل أبناء النادي الافريقي الذين يعانون من التقزيم والتهميش كما يتردّد؟

أوّلا دعني أعترف أنّي أحترم كثيرا صديقي ماهر السديري وأعتبره من الكفاءات الشابة في ميدان التدريب وأتمنّى أن يحالفه النجاح في مهامه مع الافريقي، لكن هذا لا يمنعني من القول إنّه من الظلم أن يقع تقزيم لطفي الرويسي الذي لم يبخل بقطرة عرق واحدة على «الأحمر والأبيض» لتتمّ دعوته لتدريب صنف النخبة (الآمال سابقا) فيما تمّ تبجيل ماهر السديري وتمّ تثبيته كمساعد مدرّب لفريق الأكابر، وهذا ما لم أقبله لأنّي أرفض العودة الى الوراء بعدما كنت مساعدا لفوزي البنزرتي وخضنا معا نهائي كأس «الكاف» رغم محدودية الزّاد البشري وقتها..

بما أنّك تحدّثت عن سياسة التقزيم لأبناء النادي الافريقي، هل يجوز القول إن المدير الرياضي منتصر الوحيشي لم يلتفت إلّا لبعض أصدقائه وفتح لهم أبواب الرّزق في الفريق؟

أنا بدوري خلت نفسي من أصدقاء منتصر الوحيشي وكنت أظنّ أنّه سيستنجد بخدماتي لأنّه يدرك جيّدا كفاءتي وأخلاقي كما يعلم أنّني صاحب درجة ثالثة في التدريب، لكنّه لم يبال بكلّ ذلك.. وتلك أشياء تخصّه ولن أضيف أكثر..

ما هو إحساسك حين تشاهد من كانوا يحتلّون الصفّ الثاني كلاعبين أصبحوا أسماء لامعة في عالم التدريب وأنت من كنت النجم الأوّل وقائد الافريقي تكتفي بالفرجة ؟

تلك هي سنّة الحياة، فمن كان لاعبا بارزا وكبيرا ليس بالضّرورة أن يصبح مدرّبا ناجحا، علاوة عن ذلك فكما قلت سابقا فميدان التدريب له «طقوس» أخرى أضحت أهمّ من الكفاءة والشهائد وهذا ما تيّقنت منه مؤخرا ومن ثمّة تأكدت أنّي «كنت راقد على وذنيّا»..

هل أصبحت عندك قناعة بأنّ النادي الافريقي أصبح قبلة «البراينيّة» فقط؟

للأسف سياسة الإقصاء التي تمارس في الافريقي ذهب ضحيّتها بعض الكفاءات من أبناء النادي الذين لم يحسنوا إختيار طريق الوصول إلى قلوب المسؤولين وأصحاب القرار في الجمعية!
رغم سياسة الإقصاء التي تحدّثت عنها والعراقيل التي انتصبت في طريقك، هل مازلت تحلم بأن تصبح يوما المدرّب الاوّل لفريق أكابر النادي الافريقي؟

هذا الحلم لن ينتزعه أي كان من ذهني، لذلك سأناضل من أجل تحقيقه بشرف ونظافة..

هل من مقارنة بين إفريقي الزّمن الجميل والرّباعية الخالدة، وإفريقي اليوم؟

ما ينقص الإفريقي الحالي، أن الفريق بلا روح لأنّّه يفتقد إلى نواة من لاعبين تكوّنوا في النادي ويغيرون على ألوانه، عكس جيلنا نحن حيث كان أبناء النادي هم القلب النابض للفريق..
صحيح أن الاحتراف غيّر عديد المفاهيم وأصبحت الانتدابات الحلّ السّحري للتعويض عن فشل تكوين اللّاعبين الشبان في صلب الجمعية، لكن الصحيح أيضا أن الإنتدابات إن لم تكن مدروسة وتتمّ بطريقة عشوائية فلن يجني منها أيّ فريق إلّا الوهم والسّراب!..

نفهم أنّك ضدّ كثرة الإنتدابات التي أنجزها منتصر الوحيشي؟

في كلمة، الانتدابات يجب أن تشمل لاعبين أفضل بكثير ممّا هو موجود عندك، وإلّا فلا طائل من ورائها.. صحيح أن الافريقي الحالي إنتدب عددا من أصحاب الأسماء الرّنانة بأموال طائلة، لكن الثابت أيضا أنّه لا يجوز إعطاء أحكام مطلقة إلّا بعد متابعة مردودهم فوق الميادين والتأكد من حجم الإضافة التي سيقدّمونها ثمّ سيتمّ الحكم عليهم سلبا أو إيجابا.. وفي هذا السياق أقول، إن الأيام والتجارب علّمتني أن الكورة هي نتائج وبطولات وألقاب وخلاف ذلك فإنها (أي الكورة) مجرّد « حرث في البحر»!

ما هو لومك على الرئيس النادي سليم الرياحي؟

أنا ألوم من يحيطون بسليم الرياحي وأستغرب كيف لا يدلّونه على الكفاءات من أبناء الافريقي القادرين على إنتشاله من الضّيق والعودة به الى الصفوف الأماميّة..

صراحة هل أصبحت أحيانا عندما تدخل الحديقة (أ) تشعر بنفسك غريبا وأنت الذي أسعدت الجماهير لسنوات؟

للأسف نعم، فكم من مرّة أشعر بنفسي«برّاني» في حديقة النادي الافريقي رغم أنّّه لا أحد بإمكانه منعي حتى من دخول أرضيّة الميدان..

كيف ترى حظوظ الافريقي في الموسم الجديد؟

الإفريقي حظوظه وافرة للصّعود فوق منصّة التتويج إذا ما تجنّد الجميع لتبجيل مصالح الجمعية على المصالح الخاصة وإذا ما قدّم اللاعبون مردودا بطوليّا في كلّ المواجهات واحترموا القميص «الأحمر والأبيض» الذي لا يقاس بأيّ مال..

ماذا عن تجربتك كمدرّب في الدّوري اللّيبي؟

خضت تجربة ممتازة مع نادي «الرفيق الليبي» الذي كنت سأواصل تدريبه لموسم جديد لكن الوضع الامني المتردّي في ليبيا دفعني الى العودة إلى أرض الوطن لأكون قريبا من عائلتي خاصة و أني من الرّجال الذين لا يحتملون الغربة ولا يلائمهم إلّا هواء تونس في انتظار أن تزول العراقيل من طريقي لأفيد كرة القدم التونسية بخبرتي.

حاوره: الصحبي بكار